يُصاب بمرض التّصلب اللويحي العديد من الأشخاص، الأمر الذي يدفهم إلى البحث والتقصي عن خطورة هذا المرض، والعلاج اللازم له، فهل مرض التصلب اللويحي خطير أم لا؟ وما هو هذا المرض؟ وما الأعراض والأسباب المؤدية للإصابة به؟
ماهو التصلب اللويحي؟
يُعتبر التصلب اللويحي من الأمراض المناعية الذاتية التي تستهدف الخلايا العصبية في جسم الإنسان، بحيث يقوم جهاز المناعة بمهاجمتها ويعتبرها غريبة عن الجسم، وينتج عن ذلك إزالة غمد النخاعين المحيط بالأعصاب المحيطية والأعصاب المركزية المتواجدة في الدماغ والنخاع الشوكي، الأمر الذي يقود إلى تصلّب الألواح المحيطة بالمنطقة المُصابة.
أعراض الإصابة بالتصلب اللويحي
يُصاب مريض التصلب اللويحي بالعديد من الأعراض؛ التي تختلف من مُصاب إلى آخر باختلاف الأعصاب المصابة وموقعها في جسم المُصاب، وتشمل:
- تشوش الحس والإصابة بالخدر وخاصةً في الطرفين السفليين، نتيجة إصابة لأعصاب المحيطية المسؤولة عن نقل الإحساس من المحيط إلى الجهاز العصبي المركزي.
- مُلاحظة تراجع القدرة البصرية في العين اليُمنى أو العين اليُسرى، ويُمكن أن تتطور الحالة إلى العمى.
- الشعور بألم شديد غير محتمل في إحدى العينين أو كليهما، ويزداد في حال تركيز بصر المريض على نقطة ما لفترة طويلة من الوقت.
- الشعور بالتعب والإرهاق العام في جميع أعضاء الجسم، وبالتالي يُرافق المريض كسل مع تفضيل البقاء في الفراش وعدم القيام بأي عمل أو نشاط.
- شعور المريض بالحكة والتململ، وظهور الجروح والخدوش في الجلد نتيجة الحكة المُستمرة.
- الصداع المستمر مع زيادة الشحنات الكهربائية في الدماغ.
- الشعور بالرجفان الذي تتراوح شدتّه ما بين خفيف إلى متوسط الشدة في الأطراف العلوية والسفلية بجسم المريض، ويقود بالمريض إلى عدم التركيز على القيام بأيّ عمل يدوي دقيق.
- مواجهة صعوبة في المشي والتوازن.
- احتمال الإصابة بالشلل بسبب إصابة الأعصاب الحركية في الطرفين السفليين بالتصلب اللويحي.
- صعوبة في النطق والكلام نتيجة إصابة المنطقة العصبية المسؤولة عن ذلك.
هل التصلب اللويحي خطير؟
نعم؛ التصلب اللويحي من الأمراض الخطيرة، فلا شفاء نهائيّ من هذا المرض، فهو أحد الأمراض المُزمنة التي لا يُشفى المُصاب بها شفاءً نهائيًا؛ بل يحتاج المريض إلى التزام التدابير العلاجية التي تساعده في السيطرة على تطور الأعراض المُصاحبة للإصابة بهذا المرض المُزمن، كاستخدام الستيروئيدات القشرية التي تُقلل من الأعراض وتُساعد جهاز المناعة على تقليل مهاجمة الخلايا العصبية من قبل الجهاز المناعي للجسم، واستخدام دواء الإنترفرون في الخطة العلاجية للمريض، وكذلك العلاج بغلاتيرمر وناتاليزوماب وميتوكسيننوترون، وتكمن خطورة هذا المرض من الأعراض المرافقة له؛ إذ يتطور المرض وينتج عنه شلل الأطراف العلوية أو السفلية أو الإصابة بشلل رباعي، ومشاكل في التبول تختلف طبيعتها من حالة إلى أخرى، واضطراب في تعصيب الأمعاء والإصابة بالغازات وانتفاخ البطن، وقد يعاني بعض المرضى من عسر الهضم، ومشاكل في التركيز مع تقدّم العُمر.
عوامل الإصابة بالتصلب اللويحي
يُمكن الإصابة بالتصلب اللويحي بفعل العوامل الوراثية؛ التي تلعب دورًا مهمًا في تطور الإصابة بالمرض نتيجة ارتباطها ببعض المورثات، كما يُمكن الإصابة بالمرض بسبب العدوى ببعض أنواع الفيروسات وخاصةً فيروس إبشتاين بار، أو نتيجة الإصابة بأمراض أخرى تزيد من احتمال الإصابة بالتطور اللويحي، مثل الذئبة الحمامية الجهازية ومرض السكري من النمط الأول وداء الأمعاء الالتهابي، ويلعب العمر دورًا في زيادة احتما الإصابة، وخاصةً الشباب؛ إذ تزيد فرصة إصابة الشباب بالمرض وتظهر 75% من الإصابات في الأعمار الممتدة بين 20 و40 سنة، كما يزيد احتمال الإصابة بالتصلب اللويحي في الإناث أكثر من الذكور.